في ظلال قصر مهيب، جلس رجل مسن، شعره فضيّ كالثلج ولحيته طويلة، علامات الحكمة والخبرة محفورة على وجهه. كان "المبارز منقطع النظير"، الذي ذاق مرارة الخسارة وفقد كل عزيز لديه. على طاولة خشبية عتيقة أمامه، ارتفعت أبخرة الشاي الساخن، كأنها تحمل ذكريات مرة من الماضي. همس بنفسه: "لقد فشلت... مرة أخرى...". حزن عميق ملأ عينيه الزرقاوين، حزن على عائلته وأصدقائه الذين رحلوا، وعلى حياته التي ضاعت سدى. رفع رأسه، ونظر إلى السماء المظلمة، كأنها مرآة تعكس عزلته. "أرجوك... أعدني إلى الماضي". كانت هذه هي أمنيته الوحيدة، أن يعود بالزمن للوراء، ويصلح ماضيّه المُحطّم. وفجأة، ظهر أمامه ضوء ساطع أعمى بصره للحظات. وعندما استعاد رؤيته، وجد نفسه داخل دوامة زرقاء غامضة. كان يشعر بقوى غريبة تحيط به، وتسحبه إلى أعماقها. ثم توقف كل شيء. فتح عينيه ببطء، وشعر بنبضات قلبه تتسارع. كان المكان حوله مختلفًا تمامًا، مليئًا بالضوضاء والحياة. نظر إلى انعكاسه في بركة ماء، وشعر بصدمة غمرت كيانه. كان شابًا مرة أخرى، قويًا ونابضًا بالحياة. همس بصوت مرتجف: "لقد عدت... لقد عدت حقًا!". ارتسمت على شفتيه ابتسامة خفيفة لأول مرة منذ زمن طويل. كانت هذه فرصته لإعادة كتابة قصته، للانتقام من أولئك الذين دمروا حياته، ولحماية عائلته وأصدقائه. بدأ رحلته الجديدة بثقةٍ وعزيمةٍ لا تلين، مستعدًا لمواجهة أيّ خطر في سبيله.